کد مطلب:168035 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:147

هل التحق الصحابی انس الکاهلی بالامام فی قصر بنی مقاتل
قال البلاذری: (وكان أنس بن الحارث الكاهلی سمع مقالة الحسین لابن الحرّ، وكان قدم من الكوفة بمثل ما قدم له ابن الحرّ، فلمّا خرج [1] من عند ابن الحرّ


سلّم علی الحسین وقال له: واللّه ما أخرجنی من الكوفة إلاّ ما أخرج هذا من كراهة قتالك أو القتال معك! ولكنّ اللّه قذف فی قلبی نصرتك! وشجّعنی علی المسیر معك!

فقال له الحسین: فاخرج معنا راشداً محفوظاً.). [2] .

ونقول: إنّ هذا التردّد الذی اعتری قلب هذا الصحابیّ الجلیل القدر (رض) كما تصف روایة البلاذری لایتلائم مع ما رواه جماعة من أهل السیر عن هذا الصحابیّ الكبیر (رض) أنه قال: (سمعت رسول اللّه صلّی اللّه علیه وسلّم یقول: إنّ ابنی هذا یعنی الحسین یُقتل بأرض یُقال لها كربلاء، فمن شهد ذلك منكم فلینصره!

قال: فخرج أنس بن الحارث إلی كربلاء فقُتل مع الحسین!). [3] .

كما لایتلائم ما ذكره البلاذری من أنّ مكان لقائه بالامام علیه السلام فی قصر بنی مقاتل مع ما یوحیه ظاهر روایة ابن عساكر، وما ذكره ابن حجر العسقلانی [4] من أنه خرج إلی كربلاء فقُتل مع الحسین!

وفی إبصار العین أنه (كان جاء الی الحسین علیه السلام عند نزوله كربلاء، والتقی معه لیلاً فیمن أدركته السعادة!). [5] .

وهذا الصحابی الجلیل هو: (أنس بن الحرث بن نبیه بن كاهل بن عمرو بن صعب بن أسد بن خزیمة، الاسدی الكاهلی، كان صحابیاً كبیراً ممّن رأی


النبیّ (ص) وسمع حدیثه... روی أهل السیر: أنّه لمّا جاءت نوبته استأذن الحسین علیه السلام فی القتال فأذن له وكان شیخاً كبیراً فبرز وهو یقول:



قد علمتْ كاهلها ودودان

والخندفیون وقیس عیلان



بأنّ قومی آفة للاقران) [6]

وقد ذكر الشیخ باقر شریف القرشی أن الصحابی الجلیل أنس بن الحارث الكاهلی (رض) قد لازم الامام الحسین علیه السلام وصحبه من مكّة. [7] ولعل الشیخ القرشی عثر علی وثیقة تأریخیة تقول بذلك أو لعل هذا من سهو قلمه الشریف لان الذی علیه أهل السیر أ ن أنس بن الحارث الكاهلی (رض) قد التحق بالامام علیه السلام بعد خروجه من مكّة (فی العراق) [8] أو عند نزوله كربلاء.




[1] أي: فلما خرج الإمام الحسين عليه السلام من فسطاط ابن الحر.

[2] أنساب الأشراف، 3:384.

[3] تاريخ ابن عساكر / ترجمة الإمام الحسين عليه السلام / المحمودي، 347-349، رقم 283 و انظر أسد الغابة، 1:123؛ و الإصابة، 1:68، و راجع: ذخائر العقبي:146.

[4] راجع: الإصابة 1:68، رقم 266.

[5] راجع: إبصار العين: 99- 100.

[6] راجع: إبصار العين:99-100.

[7] راجع: حياة الإمام الحسين بن علي عليهما السلام: 1:101 و 3:234.

[8] راجع: ابصار العين:99.